وإن الكتاب الذي يعطيني جزءاً صغيراً من المعلومات، وفي باب واحد من أبواب المعرفة يكون عزيزاً عندي بمقدار فائدتي منه، فكيف بالكتاب الذي يحوي الخير كله ويدل عليه؟ وإن الكتاب الذي يقدمه إليّ أستاذي، وأعلم أن قراءتي له ستزيد درجاتي عنده أكون حريصاً على قراءته بقدر ما يزيدني من درجات وعلامات، فكيف بالكتاب الذي تكون تلاوته تعبداً يرفع درجاتي عند الله؟ ولله المثل الأعلى في السموات والأرض.
الثالث: ما هو مسكوت عنه، لا من هذا القبيل، ولا من هذا القبيل، فلا نؤمنُ به ولا نكذبه، وتجوزُ حكايته لما أخرج البخاري في «صحيحه» أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «بلغوا عني ولو اية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار».