الوصية الرابعة عليك بالأمر بالمعروف وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ واحدة من وصايا لقمان لإبنه، ان يأمر نفسه وغيره باتباع المعروف، والحض والخث عليه، والترغيب فيه، وهو ما يتطابق مع قول الله سبحانه وتعالى عن أمة كنتم خير أمة وسبب هذه الخيرية مرجعه هو أنكم تأمرون الناس بالمعروف، ومن هنا يتبين مدى أهمية الأمر بالمعروف في الإسلام.
حكمته المشهور عن الجمهور أنه كان حكيما وليا ولم يكن نبيا وقد ذكره الله في القرآن فأثنى عليه وحكى من كلامه فيما وعظ به ولده الذي هو أحب الخلق إليه وهو أشفق الناس عليه فكان من أول ما وعظ به أن قال: يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم فنهاه عنه وحذره منه وقد قال البخاري: حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على أصحاب رسول الله وقالوا: أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟! وهو ما يدل على ما ذكر من الفقهاء من قبل في تفسيرهم لمعنى الحكمة، أي أنها العلم بالأحكام، وحِكَمِها ومناسباتها.